MAHMOUD GAMAL مشرف منتدى البرامج
عدد المساهمات : 263 تاريخ التسجيل : 14/09/2009 العمر : 33 الموقع : www.shewix.ahlamontada.net
| موضوع: الاناث المخدوعات الإثنين أكتوبر 19, 2009 1:44 pm | |
| يا ريت قراءة الموضوع للاخر طريق صناعة الصورة الذهنية الخاصة بنموذج المرأة الجديدة، ذلك النموذج الذي تسعى تلك القوى المهيمنة في عالمنا المعاصر على ترويجه وذيوعه ليكون هو النموذج المحتذى والمقتدى به، وفي هذا الإطار عَمَلَت ثلاث صناعات أساسية على خلق ذلك النموذج الجديد، بل وإعادة صياغة المرأة ذاتها في ضوء معايير المنفعة المادية والجدوى الاقتصادية، ومن ثم تحويل المرأة إلى وسيلة للربح وتعظيمه بصرف النظر عن كيانها كإنسان، بل تم تشييء المرأة وتحويلها إلى سلعة مطروحة في سوق المنتجات الاقتصادية. أول هذه الصناعات هي صناعة السينما (خاصة في معبدها الأكبر: هوليود) التي أعادت صياغة المرأة في الوجدان العام في العالم ونزعت عنها كل قداسة ولم تعرها من ملابسها فقط، وإنما أيضًا من إنسانيتها وكينونتها الحضارية والاجتماعية وخصوصياتها الثقافية بحيث تصبح إنسانًا بلا تاريخ ولا ذاكرة ولا وعي، بل أضحت المرأة في هذا النموذج جسدًا بلا روح حيث تمت أيقنته في الإطار المادي المحض. ولا تقل صناعة الأزياء (الموضة) -الصناعة الثانية- شراسةً عن صناعة السينما؛ فهي صناعة لها قنواتها الفضائية ونجوم وأبطال معظمهم من الشواذ جنسيًا (مات منهم خمسة في عام واحد بمرض الإيدز، ونجحت صناعة الأزياء في التغطية على الخبر حتى لا يؤثر ذلك على مبيعاتها - ومنهم فرساتشي الذي قتله صديقه الشاذ عام 1997م)، وفي كثير من الأحيان تقترب عروض الأزياء من الإباحية الصريحة؛ فهي تتفنن في طمس معالم الشخصية الإنسانية والاجتماعية للمرأة وإبراز مفاتنها الجسدية للتحول إلى جسم طبيعي مادي وسوق عام لا خصوصية له، وهكذا يتم سحب المرأة من عالم الحياة الخاصة والطمأنينة إلى عالم الحياة العام والسوق والهرولة والقلق؛ وتصبح المرأة هي الضحية في هذا النموذج المادي الشره نحو طمس الجوانب الإنسانية في شخصية المرأة. أما ثالث تلك الصناعات التي ركزت على صناعة الصورة الذهنية والتصورات الخاصة بنموذج المرأة الجديدة؛ فهي صناعة مستحضرات التجميل وأدواته، التي جعلت المرأة هدفًا أساسيًّا لها من خلال آلاف المساحيق والعطور، وكأنها بدونها تفقد جاذبيتها وتصبح قبيحة، وبعد ترسيخ هذه القناعة تمامًا في وجدان الإناث على مستوى العالم باختلاف ثقافاته وأديانه ومذاهبه الفكرية، يتم تغيير المساحيق كل عام وأحيانا كل أقل من عام؛ فدائرة الضغط النفسي على المرأة في أضعف حلقاتها لا تنتهي ويطلب من المرأة أن تغير وجهها وشكلها "نيولوك" لتصبح جديدة "دائمًا" مرغوبة أبدًا، وهكذا تصبح المرأة سوقًا متجددة بشكل لا ينتهي. ذلك أن إنتاج السلع أضحى ظاهرة ثقافية حيث تُشترى السلعة ربما لا لشيء سوى صورتها أو أسمها "ماركتها" أكثر ما تُشتَرى لاستعمالها المباشر، وكما يرى فريدريك جيمسون أنه قد نشأت صناعة بالكامل من أجل تصميم صور السلع والتخطيط لبيعها؛ فالإعلان أصبح وسيطًا بين الثقافة والاقتصاد وتمثل الإعلانات أو عملية الإثارة الشعبية جزءًا مهمًّا من تلك الصناعة، ذلك أن المخططين لسياسة الإعلان هم فرويديون- ماركسيون من حيث النزعة والفكر ويفهمون ضرورة الاستثمار الشبقي لترويج سلعهم واللعب على المراكز العصبية واستثارتها بشكل دائم ومستمر حتى يصاب الفرد/ المرأة بالإنهاك وتتلاشى تماما قدرتها على التفكير ومن ثم المقاومة وتظل متلقيًّا سلبيًّا؛ أداة أكثر من كونها قيمة إنسانية. ومن ثم فإن عجز العرب والمسلمين عن تعطيل سطوة الإعلام أو عن منافسته، وعدم قدرتهم على مثل هذه المواجهة المفتوحة من أدنى العالم إلى أقصاه، ينبغي ألا يمنعنا من التأكيد على أن الاستقلال الثقافي هو أساس البناء الذي يحفظ الهوية التي تنشدها الشعوب وتتمسك بها الأقوام قديمًا وحديثًا، حتى بعد سقوط "الأيديولوجيات". وفي الوقت الذي تعمل فيه الدول الكبرى على الهيمنة والتسلط وعلى تشكيل الرأي العام وبث المعرفة وتغيير السلوك من الأفضل أن نعمل على حماية الحلقة المركزية، أو ما نسميه "نظام المناعة" في الحماية والتماسك وفي مشروعات المواجهة أو مشروعات الانفتاح، أما مرتكزات هذا النظام فهي: التعليم والأسرة؛ وإذا استعرضنا ما حصل في البلدان العربية من قرن إلى اليوم لوجدنا أن التعليم والأسرة كانا على الدوام هدفًا مباشرًا لذلك الاختراق بأشكال وأساليب شتى؛ فعبر المسار الأول (التعليم): يتم تهميش الثقافة والولاء والانتماء، وعبر المسار الثاني (الأسرة) يتم تفكيك القيم والروابط؛ وكذلك تبديل الأدوار والوظائف وعن هذا التبديل والتفكيك للأدوار والوظائف والقيم تُنتَج كل الصور الذهنية العالمية للمرأة؛ ومن غير الممكن أن نبقى في إطار الانتقاد لتلك الصور أو الاعتراض على بثها من دون أن نستحضر "نظام المناعة" الذي تشكله الروابط الأسرية والقيم الدينية أو نعمل على تقويته. إن اختراق هذه البنى الدفاعية، كما يحصل في عالم اليوم، هو الأكثر خطورة، لا لأن الاختراقات الأخرى الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية ليست بذي بال، بل لأن اختراق النواة يفسد الدائرة كلها، وهو اختراق يزداد خطورة كما هو معلوم مع تقنيات العصر الحديث؛ لأنه يتسلل عبر التحريض الدائم للرغبة والإثارة الدائمة عبر الإعلان؛ وعبر تكرار الصورة والمفهوم، ليتحول تدريجيًّا إلى مألوف نحبه ونعتاد عليه، وإلى أفكار نحملها وسلوك نمارسه. وفي أي حال من المواجهة، أو حتى في أية علاقة متكافئة أو ندية أراد العرب والمسلمون اختيارها أو اضطروا إلى اللجوء إليها، ثمة قوى أو عناصر إستراتيجية ينبغي حشدها، أو على الأقل حمايتها والمحافظة عليها، ونعتقد أن نظام المناعة بمرتكزيه التعليمي والأسرى أساس؛ إذ لا شك في أن لهذا النظام مرتكزات أخرى، هو تلك القوة الإستراتيجية التي يمكن أن تشكل قاعدة لهوية ليست وَهْمًا ولنهضة ثقافية وإنسانية ينشدها الكثيرون في المجتمعات العربية والإسلامية، بل ربما ينشدها كثير من الأمم والشعوب الراغبة في الانعتاق من إسار هيمنة لا تبقي ولا تذر. وإذا كانت هذه الصناعات الثلاثة هي ما تعمل على تشكيل صورة المرأة الذهنية من الخارج استهدافًا لنظام المناعة فإن هذا الاستهداف لا يؤتي أُكُلَه ما لم يتضافر مع دور الوكلاء المحليين -أو ما يسمى جمعيات المجتمع المدني- الذين يستهدفون هذا النظام عبر مرتكزيه الأساسيين: (التعليم) حيث يتم تهميش الثقافة والولاء والانتماء، و(الأسرة) حيث يتم تفكيك القيم والروابط؛ وتبديل الأدوار والوظائف لتُنتَج صورة ذهنية للمرأة غير تلك التي يمليها عليها نموذجها الحضاري. ويظل أهم أداور الوكلاء المحليين هو العمل على تنفيذ كامل الأجندات الغربية مهما كانت قناعاتهم بها؛ فالتمويل المشروط لم يعد لعبة الهواة بل صار حرفة أتقنها هؤلاء الوكلاء الذي لم يَعُد عند أغلبهم مانع من تفكيك الأوطان وبيعها بالقطعة أو بالجملة حسب رغبة أو مصلحة صاحب الأجندة وقدراته التمويلية
| |
|
Sikaldo مدير ومؤسس أم المنتدى ( الكبيــر ).
عدد المساهمات : 1314 تاريخ التسجيل : 05/09/2009 العمر : 38 الموقع : www.shewix.ahlamontada.net
| |
عبده النجار المشرف العام على ام المنتدى
عدد المساهمات : 376 تاريخ التسجيل : 06/09/2009 الموقع : مش مهم
| موضوع: رد: الاناث المخدوعات الإثنين أكتوبر 19, 2009 5:36 pm | |
| | |
|